“بلوغك القمم مهروناً بأعمالك و إنجازاتك”
عند تذكرها لرحلاتها شجعت سمو الشيخة موزة نساء الإمارات بضرورة اتباع أحلامهن دون وضع أي سقف، لأن الأحلام لا يجب أن تكون مستحيلة و حثتهن أيضاً على أن يعززن ثقتهن بأنفسهن و حذرت دائما من الاعتقاد بسلبيات معيقة للتقدم.
“إن لم نسعى بجد من أجل تحقيق ما نحلم به فلن نحقق ذلك أبداً، فالكثيرمنا لديه براعة في خلق تخيلات و قصص في أذهاننا و الإجابة على العديد من الأسئلة قبل أن نسألها على الملأ. فكان لدي أيضاً قصة في ذهني لطلما كنت أفكر بها هي اعتقادي انه لن يكون بإمكاني الدراسة في الخارج و لن يوافق والداي على ذلك. فما كان مني إلا أن طرحت سؤالي بكل جرأة على والداي، و ما تلقيته منهم كان قدراً رائعاً من الدعم و التشجيع”.
أصغر طالبة تلتحق بأكاديمية الطيران
و بعد موافقة والديها، أصبح شغفها للطيران يتطور إلى سعياً جدياً نحو مستقبل مهنياً عظيماَ. و لكنهم فرضوا عليها شرطاً واحداً هو أن تجتاز اختبارات شهادة الثانوية البريطانية (GSCE). و بالفعل قامت الشيخة موزة باجتياز الاختبارات بجدارة. و في سن السابعة عشر أصبحت أصغر طالبة مسجلة في أكاديمية أكسفور للطيران، وهي واحدة من أبرز الكليات لتدريب طلبة الطيران و مقرهها في مطار لندن أكسفورد في المملكة المتحدة و مطار ميسا فالكون فيلد في أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت الشيخة موزة في طريقها لإنهاء برنامج مساعد الطيار الشامل و الحصول على رخصة طياري النقل الجوي الموحدة (ATPL). و حينها سافرت معها والدتها، مصدر التشجيع الدائم لها إلى الأكاديمية لتطمئن على استقرارها هناك. فبالرغم من حماسها، كانت الشيخة تعلم جيداً أن هذا التحدي لن يكون سهلاً.
” صرحت الشيخة موزة قائلةً: “لأكون صريحة معكم، فقد شعرت أن أول بضعة أشهر في الأكاديمية كانت الأكثر صعوبةً بالنسبة لي”. حيث كان على الشيخة الصغيرة أن تتأقلم مع هذا العبء الدراسي الهائل في حين أنها تدربت مع خريجي الجامعات و طلبة أكثر خبرة منها. بالإضافة إلى سعيها للانضباط و التركيز الذي يتطلبه التدريب النظري المعقد و التحديات الجديدة التي تواجهها. و لا سيما، حينما تفتقد منزلها و أسرتها و أصدقائها في الإمارات.
“في الحقيقة أنني كنت أواجه صعوبة أكثر من الطلاب الذكور في مرحلة ما و لكن كان ذلك كان جيداً. فقد حاولت أن أواجه تلك المواقف بشكل إيجابي، حيث كان العديد من أساتذتي صارمين معي ليتأكدوا من أنني أستحق بجدارة تلك الدرجات التي أحصل عليها”.
كانت الشيخة موزة تستمتع بالتدريب العملي للطيران أكثر من التدريب الأرضي. حيث كان يسحرها المنظر الخلاب لشروق الشمس و التحليق في سماءً مرصعة بالنجوم في الليل.
رحلة طيران فردية
و أخيراً جاء اليوم الذي لطالما يحلم به كل طيار طموح و هو أول رحلة طيران فردية لها.
“استيقظت في ذلك اليوم بكل نشاط وحماس، و بينما كنت أقود سيارتي و أنا اشاهد شروق الشمس في أريزونا كنت فخورة جداً لما وصلت إليه في ذلك اليوم. لقد خضعت لجميع الفحوصات اللازمة قبل الإقلاع و كان كل شيء علي ما يرام و بمجرد ما اقتربت من حافة مدرج الإقلاع شعرت بتدفقٍ شديد للأدرينالين لدي”.
“و بعد ذلك أرتفعت الطائرة عن الأرض، مما جعلني أشعر بإحساس جميل لا يُصدق، أستمتعت و أحلق وحدي في السماء! لقد فعلتها أخيراً.